اللغة العربية على لسان أبنائها ... من القمة إلى الحضيض..؟؟
ماذا يحدث للغة العربية على ألسنة أهلها ؟؟؟
هذا مذيع رخيم الصوت، يكاد يكون مطربا مرنّما لكن العربية بين شفتيه تعاني الأمرين ..
وتلك شعارات وإعلانات على كثير من القنوات العربية بها أخطاء يندى لها الجبين وتدمع لها العين ..
ومن بعيد تصرعك واجهات المحلات التجارية بلغة عربية سقيمة تتمنى أن يزيلها صاحبها عن لوحاتها أفضل من بقائها عليلة عرجاء.. وبجانبها لغة فرنسية سليمة كأن أصحابها يخافون أن تعاقبهم فرنسا على الخطأ في كتابتها ...
يا الله .. أما آن لهذه اللغة العربية في استعمالنا لها أن تستقيم، ولو لجملة واحدة ؟؟؟؟؟
والحقيقة المؤسفة التي لا يمكن إنكارها، هي أن لغتنا العربية تعاني، وتعاني من أبناء جنسها.. مناّ نحن العرب.. في استعمالاتنا اليومية، مع بعضنا ومع غيرنا.
فمع طلوع النهار وبداية اليوم ومن أول كلمة وهي تعاني: يقول أحدنا للآخر في أول لقاء له مع الصباح: صباح الخير ça va؟ ولا يستطيع أن يقول: صباح الخير كيف الحال؟ فلا ندري أنردّ على صباح الخير، أم على ça va؟
لافتات يندى لها الجبين، ونُعاقب بها الألسنة حين نجبرها على التلفظ بها في صيغة عرجاء... والله خلق اللسان قويماً، يتلفظ بلغة عربية غير ذي عوج..
وكل هذا جاء من الإهمال الذي تلفاه لغتنا من أبنائها.. فغدت غريبة في لسان أهلها، يتيمة بين أبائها.. وأضفنا لعينها (ع) نقطة، وأسقطنا السكون على رائها (ر)، فغدت لغة غربية بعد ما كانت عربية.. وليتنا نتحدث اللغة الغربية بطلاقة لكان الأمر أهون، مع أن الأمرين لا خير فيهما. فلا أبقينا لغتنا عربية فصيحة، ولا نطقنا الغربية بعيدة عن العربية.. فأصبحنا بدون لغة..؟ وغياب اللغة وزوالها يعني غياب الأمة وزوالها.. (لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده ** ولم تبقى إلا صورة اللحم والدم). فإذا ذهبت اللغة وهي اللسان، فإنه لم يبقى هنا لا عرب يقال عنهم عرب، ولا عربية تسير على نظام العربية.. ولم يبقى إلا صورة عن شعب يقال له عرب...
فاليقظة اليقظة، والحذر الحذر من أعداء العرب والعربية.
يـا أمة الــعُربِ والآلام تنتشــر *** متى الفواق ونار الغَربِ تستعرُ؟
متى النهوض وقد حَلّت مصيبتنا *** متى الخلاص وحال العُرب في خطرُ؟
متـــى تعـــود للســان هيبتـــه *** متى يُــطلّ الــفجرُ وينتشـــرُ؟
متـــى نقــــولُ أنـــنا عـــربٌ *** ولسان العُرب فــي الذُّلّ ينحدرُ؟
أَ تنزلُ بالحُرِّ في اليوم نازلـــةٌ *** وقومُ الحُرِّ لا سمع ولا بصرُ؟
يا أمة العُرب قومي لهم في رجلٍ *** فــإن المجدَ هنا قد غـــدا خبرُ.
اللهَ نسأل أن يُصلح حالنا، وحال أمتنا، آمين.
بقلم/ أسير القافية.
*** دمتم طيبين ***