الكلام البذيء في المجتمع العربي... كارثة أخلاقية..؟؟ أم تباهٍ مقصود..؟؟؟

السلام عليكم أساتذتي الأفاضل:

لطالما شَغَلَنا موضوع الكلام الفاحش والبذيء، وأرهقتنا سهامه، وانتشرت آفته في مجتمعنا العربي -الغالي علينا جميعاً- والذي نفتخر بانتمائنا إليه.

إن ظاهرة الكلام البذيء والفاحش الذي انتشر بصورة كبيرة في شوارعنا، بل وفي كل الأماكن العمومية، حتى أصبح أحدنا لا يستطيع الجلوس في المقهى أو المشي في الشارع مع أحد أقاربه، بل حتى في البيوت والمنازل.. حين يرددها الآباء، ويلتقطها الأبناء... والله المستعان.

ومن جهة أخرى فإن الكثير منهم يتلفظ به بكل تباه، وافتخار، مستعرضاً به قوته، وسطوته على الآخر..

ألم نجد سوى الكلام الفاحش، ومنكر القول، لنتباهى به؟؟؟ أما آن لنا أن نتباهى بالأخلاق الرفيعة، التي تعكس عاداتنا، وعادات أجدادنا، ألم يكن العرب أهل كرمٍ وفصاحة وفي رفعة من القول؟؟ أما آن لنا أن نكثر من الكلام الطيب؟؟؟ أليست الكلمة الطيبة صدقة؟؟؟؟ أولسنا مؤمنين ؟؟؟ أليس من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت؟؟؟.. ماذا دهانا...؟؟؟؟؟


إنها لظاهرة يندى لها الجبين، وتتقطع منها الأكباد والأفئدة مرارة من جرّاء ما تجلب لنا من متاعب وتدنّ في المستوى الأخلاقي، والإسلامي –ولا حول ولا قوة إلا بالله- وأصبحنا بسبب هذه الآفة والفاحشة، نسير عكس ما يجب أن نكون عليه. وصرنا بذلك من خير أمة أخرجت للناس... إلى أمة لا تفرق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا أظن أن هناك منكراً أكبر من أن يُنتهك دينُ الله الذي ندين به دون أن نحرك ساكناً أو أن نسكن متحركاً –ولا حول ولا قوة إلا بالله- (من رأى منكم منكراً فليُغيره... فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، هكذا قال صاحب المحجة البيضاء. هل ضاع منا الإيمان حتى أننا لم نعُد نملك حتى أضعفه، وإذا كان أضعف الإيمان بالقلب ولا نملكه... فلنُكبّر على أنفسنا أربعاً لوفاتنا...

وحُق علينا ذلك، إذ أصبحنا نجري وراء ملذات الحياة، وملاهيها، وجمع أموالها وفتنها، ونُعدّ العدّة لكل من أن سوّلت له نفسه أن يتربص بأموالنا وملذاتنا، ضاربين بعرض الحائط كتاب الله ودينه وسنة رسوله...
وهنا يصدُقَ علينا قول القائل:"وإن من الناس لبهيمة في مسلاخ بشر:

فطنٌ لكلّ ما يُصيبُه في ماله *** وإذا أُصيب في دينه لم يَشعُر.

فاليقظة اليقظة، والحذر كل الحذر، وإلا انجرفت بنا السفينة إلى ما لا يُحمد عاقبته، ولا تُرجى سلامته.
ولا أملك في هذا المقام إلا أن أوصي نفسي وإياكم بالاعتصام بحبل الله المتين (دين الله)، وبالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وسُنة حبيبنا الأمجد. وأن نُربيَ أنفسنا وأبناءنا على تجنب الكلام الفاحش البذيء، الذي لا طائلة من ورائه إلا الخسارة والخسران والبُعد عن الطريق المستقيم. والعياذ بالله. وأن نتّحد في الذَّود عن الله ودين الله ورسول الله.
""اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين"" آآآمين يا رب العالمين.

ولإثارة هذا الموضوع نطرح الأسئلة التالية:
- ما هي أسباب انتشار هذه الظاهرة؟
- هل من قلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- أم من تقصير الآباء في تربية أبنائهم؟ أم رددها الآباء فالتقطها الأبناء؟ م ماذا؟
- ما هي الحلول؟

شعارنا: " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بقلم/ أسير القافية.

** دمتم طيبين **

ألم نجد سوى الكلام الفاحش، ومنكر القول، لنتباهى به؟؟؟ أما آن لنا أن نتباهى بالأخلاق الرفيعة، التي تعكس عاداتنا، وعادات أجدادنا،

صدقت اخي الفاضل كلامك
آن الاوان لكي نتفطن لعذه الآفة التي تكاد تعصف بنا
لست ادري من المسؤول بالضبط اهي الاسرة ام الشارع ام ....

نعم كلنا مسؤولون
الاسرة والمجتمع والشارع الكل يدلي بدلوه وكل يتهم الطرف الآخر بالمسؤولية

موضوع شيق وهم للغاية
جزاك الله خيرا على طرحة يا أسير القافية

التربية السليمة هي الاساس وهي الدرع الواقي في كل الاحوال من الكلام البذيء
فلو تشبع كل منا بمباديء ديننا الحنيف لترفع الكل عنه لكن للاسف الكل يجري وراء القشور ويتركون الجوهر

مرحباً بك وبعودتك، وإن عُدت فالعود أحمد...

عن أنس بن مالك قال : ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً ، كان
يقول لأحدنا عند المعتبة : ماله ترب جبينه)
عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس المؤمن بالطعان ، ولا اللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء ).

صلى الله عليه وسلم، نعم الرجل ونعم القدوة، والأسوة الحسنة، وكيف لا يكون كذلك، وقد زكاه ربه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم).


إذن هي ليست من خصال المؤمن السوي والقويم، وهي صفات ذميمة غير محمودة، وغير محببة، وإذا كان رسول الله قدوتنا فلماذا لانقتدي به، ألم يقل ربنا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر). فالكل يدعي أنه ينتمي لهذا النبي الكريم، ولا يعمل بعمله، والطامة الكبرى كما قلت: أن يتصف بهذه الأخلاق والأوصاف الدنيئة، من يحملون مشعل العلم والتعلم، والنصح والإرشاد... ولا أظن أن العلم يتماشى مع ما هو مناقض له. فالعلم شريف، رفيع، قويم، فكيف له أن يتماشى مع الوضاعة والدناءة...؟؟ كلا وألف كلا...

قال أبو الأسود الدؤلي :

يا أيهـــــا الرجـــــل المعلـــــم غيـره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كيما يصح به و أنت سقيم
و أراك تصلح بالرشاد عــقولنا نصحا *** و أنت من الـــرشاد عديم
ابــــدأ بنفسك فانههـــا عــــن غيهـــا *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عـــن خلــــق و تأتـــي مثلـــه *** عار عليك إذا فعلت عظيم

يجب علينا أن نكون في مستوى ديننا ونبينا، خلقاً ورفعةً وطهارة.

*** دمتم طيبين ***

مرحبا بالافكار النيرة والنقاش الراقي لأسير القافية ولكل الاخوة المحترمين
ودمتم اوفياء للمنتدى

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وطبتم وطاب ممشاكم/

على الرحب والسعة أستاذتي، وشكراً على متابعة الموضوع، والتفاعل معه... والشكر موصول لكل الأحبة في المنتدى... وما هذا إلا دليل على إدراككم بخطورة الوضع، الذي يتخبط فيه مجتمعنا العربي من جراء هذه الظاهرة. نسأل الله السلامة...

دمتم أوفياء لهذا المجتمع، ورفع بكم أمة الإسلام عالياً...



*** دمتم طيبين ***