الحناء .. الدواء السحري
صورة لمسحوق الحناء المطحون
بقلم فراس نور الحق
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على مشيخه من الأنصار بيض لحاهم فقال: (يا معشر الأنصار، حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب) رواه أحمد مسند حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: (اختضب أبو بكر بالحناء والكتم(1) واختضب عمر بالحناء بحتاً أي صرفاً)رواه مسلم.
وعن أبي ذر رضي الله عنه أحن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحسن ما غيرتم به الشيب، الحناء والكتم) رواهالترمذي وقال حديث صحيح(2). عليّ بن أبي رافع، عن جدته سلمى خادم رسولاللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت (ما كان أحد يشتكي إلى رسول اللّه صلىاللّه عليه وسلم وَجعاً في رأسه إلا قال: "احتجم" ولا وجعاً في رجليه إلاقال: "اخضبهما") رواه داود(3).
وعنها أيضاً قالت: (كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء) رواه الترمذي بإسناد حسن(4).
وعن عثمان بن وهب قال: (دخلت على أم سلمة فأخرجت لنا شعراً من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوباً) رواه البخاري.
وعن سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ( ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال اخضبهما ) أي بالحناء رواهأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث فائد قالالحافظ إسناده غريب ولقد حسنه الألباني في كتاب صحيح الترغيب والترهيب وفيصحيح وضعيف أبي داود.
نبتة الحناء Lawsonia Inermis:
شجيرة من الفصيلة الحنائية lythracees حولية أو معمرة تمكث حوالي 3 سنواتوقد تمتد إلى عشرة، مستديمة الخضرة، غزيرة التفريع، يصل طولها إلى 3 أمتارأوراقها خضراء بسيطة بيضاوية بطول 3-4 سم. والموطن الرئيسي للحناء جنوبغربي آسيا، وتحتاج لبيئة حارة، لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائيةلقارة أفريقيا.
كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر ألبيض المتوسط وأهم البلدان المنتجة لها مصر والسودان والهند والصين(5).
التركيب الكيماوي:يستعمل من الحناء أوراقها وأزهارها. حيث تحتوي الأوراق على غليوزيداتمختلفة أهمها اللاوزون (Lawsone)وجزئيها الكيماوي من نوع 2- هيدروكسي 1-4نفتوكينون، وهي المادة المسؤولة عن التأثير البيولوجي الطبي وعن الصبغةواللون ألسود، كما تحتوي على مواد راتنجية Resineوتانينات تعرف بـحناتانين Hennatanninأما ألأزهار فتحتوي على زيت طيار له رائحة زكية وقويةويعتبر أهم مكوناته مادة الفاوبيتا إيونون (A,B,lonone)من(6).
استعمالاتها الطبية: كان للحناء مكانتها المرموقة عند أطبائنا المسلمين فقد ذكر ابن القيم أنالحناء محلل نافع من حرق النار، وإذا مضغ نفع من قروح الفم والسلاقالعارض فيه ويبرئ من القلاع والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملتهبةوإذا ألزقت به الأظافر معجوناً حسنها ونفعها، وهو ينبت الشعر ويقويه وينفعمن النفاطات والبثور العارضة في الساقين وسائر البدن). أما الموفق البغدادي فيقول: (لون الحناء ناري محبوب يهيج قوى المحبة وفيرائحته عطرية وقد كان يخضب به معظم السلف) ويؤكد البغدادي (أن الحناء ينفعفي قروح الفم والقلاع وفي الأورام الحارة ويسكن ألمها. ماؤها مطبوخاً ينفعمن حروق النار وخضابها ينفع في تعفن الأظافر،وإذا خضب به المجدور فيابتدائه لم يقرب الجدري عينيه). أما ابن سينا فيقول: (الحناء فيه قبضوتحليل وتجفيف بلا أذى) ويستعمل في الطب الشعبي كقابض وفي التئام الجروحوالحروق، وغسول للعيون ومعالجة البرص والرثية. وذكر داود في تذكرته أنللحناء فوائد البول وتفتيت الحصى وإسقاط الأجنة. كما ذكر أن تخضيب الجلدبها يلون البول مما يدل على قابلية امتصاصها من الجلد.
صور لنتائج دراسة مالك زاده
وفي الطب الحديث:
دراسة لمالك زاده: في دراسة هامة أعدها الدكتور مالكزاده أستاذ الميكروبات والجراثيم في جامعة طهران، تناول فيها تأثير نباتالحناء على البكتريا والجراثيم فكان لها نتائج ممتازة في القضاء على أنواعمتعددة من الجراثيم والميكروبات ولقد تم نشر الدراسة على بعض الموقعالأمريكية لمزيد من الإطلاع أضغط هنا.
ولقدورد في موقع PLANT CULTURES و(7)ما يلي " كشفت بعض الدراسات العلميةالحديثة أن للحناء تأثير على جسم الإنسان بإبطاء معدل نبضات القلب، وخفضضغط الدم وتخفيف التشنجات العضلات وتخفيف آلام الحمى، حيث يمكن اعتبارهكمسكن(، حيث أستخلص العلماء منه مضادات للبكتريا والفطريات والجراثيموالتي أخذت من أوراق نبات الحناء الكاملة كما أن مطحون هذه الأوراق يمكنأن يعالج بعض الأمراض المعوية . حيث سجلت براءة اختراع في بريطانيالمستحضر طبي مضاد للبكتريا مستخلص من الحناء. الدراسة المخبرية للحناءأثبتت وجود مركبان هما : (lawsone) و(isoplumbagin) لهما تأثير فعال فيالقضاء على السرطان" (9). أما الدكتور حسين الرشيدي (10) الطبيب والباحث في الجراثيم والميكروبات فيالجامعات الأمريكية فيعرض خلاصة تجاربه على الحناء في دراسة نشرها علىالإنترنت يقول فيها :
وإليكم إقتباس من مقالة للدكتور حسين الرشيدينبات الحناء هو نبات مشهور عند المسلمين والعرب، والذي ينموا في نطاق واسعفي الهند والسودان، ويستعمل بشكل رئيسي للأغراض التجميلة والشكلية. قبل عدة سنوات بدأت باستعمال الحناء في العلاج الطبي بعدما قرأت الحديثالنبوي (كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضععليها الحناء) والذي أخرجه الترمذي.
وبعدعدة سنوات من التجارب أصبحت أسميه بالنبات السحري وسوف أوضح ذلك في النقاطالتالية: له تأثير شفائي كبير فهو يحتوي على عدد من المواد العلاجيةالهامة مثل Tanninوأصماغ أخرى مفيدة له تأثير هام في القضاء علىالميكروبات والفيروسات :
استعمالات الحناء :
1. في علاج الحروق: عندماتوضع الحناء على الحروق من الدرجة الأولى والثانية تعطي نتائج جيدة فيالعلاج . كما أنها تقلل من الآلام الناتجة عن الحروق. تقلل من فقدان منطقةالجلد المحترقة للسوائل وهذا مهم إن كانت منطقة الحرق كبيرة . لها تأثيرضد الميكروبات لذلك يقلل من العدوى. يلتصق بمكان المجلد المصاب بالحروقحتى يشفى بشكل كامل سهل الإضافة إلى المكان المحترق سواء كان بشكل معجونأو بشكل مطحون.
2. التئام الجروح :للحناء أثر في التئام الجروح وخاصة القروح المزمنة والأكزما ولقد استعملتهفي علاج التقرحات التي تصيب القدم ولقد ثبت أن له تأثير فعال جداً (11).أما العامل الذي يسبب الشفاء لم يعرف بعد ولكن أعتقد أن له تأثير مغزليللجرح وخصائصه المضادة للمكروبات فالجروح تحتاج إلى مضادات حيوية عادة .
3. إيقاف النزف:حيث قمت باستعماله للإيقاف نزف مقدمة الأنف وذلك بلصق مطحون الحناء علىمكان النزف، حيث يحزم الملصوق على مكان النزف، مم يؤدي إلى توقف النزفخلال ثواني بطريقة سحرية . كذلك إيقاف نزف الأنف الخلفي: حيث يمكن ذلك بأنيطلب من المريض شم مسحوق الحناء عبر المنخرين يجعله يصل إلى داخل الأنف أوالمنخر الخلفي وهذا المسحوق سوف يلتصق المنطقة النازفة ويقوم بإيقافالنزف، أما التأثيرات الجانبية للحناء هي جعل المريض يعطس قليلاً . كما أنللحناء تأثير مضاد للنزف يمكن استعماله في أماكن أخرى مثل إيقاف نزف قرحةالإثني عشر.
4. تأثير مضاد للفيروسات : للحناء تأثير مضاد للفيروسات ويظهر واضحاً من خلال نتائجه في العلاج.
علاج الثآليل:حيث قمت بعلاج العديد من الثآليل التي قاومت العلاج ب(cryo) هو سائلنتروجين فأثبت الحناء فعالية عالية في العلاج، مثل حالة ثالولة عملاقةبحجم (1.5×1.5)سم2 على إبهام طفل والتي كانت تقاوم جميع أشكال العلاج،وقبل الخيار الجراحي حاولنا علاجه بالحناء حيث بدأ الاختفاء خلال أياموخلال عدة أسابيع تم اختافئها بشكل كامل، وهناك حالة ممرضة عانت من ثالولةعلى إصبعها لمدة سنتين والتي قاومت العلاج بالنتروجين السائل نحن طلبنامنها استعمال الحناء وتم علاجها. كما توصلنا إلى أن الحناء مفيدة جداً فيعلاج الثآليل المتعددة. حيث يتم إلصاق معجون الحناء على الثآليل.
كما يمكن استعمال الحناء لمعالجة مرض الإيدز وهو رخيص وليس له أعراضجانبية . الاستعمالات الأخرى للحناء : يمكن استعمال الحناء في الطبالوقائي وخصوصاً لحِماية أقدامِ المرضى السُكّريةِ، أنا حاليا أنصح مرضايالمصابين بالسكري إلى استعمال الحنّاءِ على الأقل مرة كل شهر لأنه:"يُساعدُهم في شَفَاء التشققات والجروح في القدمِ ويُحسّنُ شكل الجلدَ،الذي يَبْدو أصح وأنعم. طبعاً هو يحتاج لوقت حتى تظهر نتائجه بشكل واضح.
كما يمكن استعمال الحناء لعلاج:
1 - ألم الظهر 2 - التهاب القولون التقرّحيِ من خلال جعله في حقنة شرجية .
3 – علاج نزف قرحة الإثني عشري. هذه نتائج تجاربنا في استعمال الحناء خلال السَنَوات الستّ الماضية ) أهـ .
الإعجاز العلمي:
علاجهصلى الله عليه وسلم لأوجاع الرجلين بالحناء ولقد ثبت علميا من خلالالأبحاث العلمية التي قمنا بإيرادها خواص الحناء العلاجية في تسكين الألموالقضاء على الفيروسات والجراثيم وعلاج الثآليل والتئام الجروح وإيقافالنزيف وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المراجع
1ـ ابن القيم الجوزية عن كتابه (الطب النبوي). 2ـ الإمام النووي عن كتابه(شرح صحيح مسلم) 3ـ ابن الأثير الجزري عن كتابه (جامع الأصول في أحاديثالرسول صلى الله عليه وسلم ). 4ـ محمود ناظم النسيمي عن كتابه (الطبالنبوي والعلم الحديث) ج3ـ 1991. 5ـ شكري إبراهيم سعد عن كتابه (نباتاتالعقاقير والتوابل) القاهرة: 1977. 6 ـ كتاب من روائع الطب الإسلامي بقلمالدكتور محمد نزار الدقر [1] الكتم نبات من اليمن يصبغ بلون أسود إلىالحمرة. [2] ورواه أيضاً أصحاب السنن وقال الأرناؤوط حديث حسن. [3] ورواهأيضاًَ البخاري في تاريخه وقال الأرناؤوط حديث حسن [4] ورواه أبو داودوابن ماجة وقال الهيثمي رجاله ثقات.