حياكم الله
يعتقد الكثير من الناس أن شهر مارس - الثالث في الترتيب الميلادي - هو شهر خاص بالمرأة، فتجد الكثير منهم من يمجدها ويكرمها ويعظمها في هذا الشهر، فإن انقضى الشهر تبخّرت كل تلك الوعود والعهود والخصال الرفيعة، وعادت المراة كما هي على حالتها العادية، ربما من دون أن يلتفت إليها أقرب المقربين.
إن هذه الفكرة باطل بطلان الإيمان بغير الله وحده...
إذ يجب على المسلم وغيرالمسلم أن يمجد المرأة في كل زمان ومكان، فهي الحاضنة والمربية، وهي الزوجة والمسكن، وهي الطبيبة والمعلمة... ناهيك عن كونها أمّاً رحيمة عطوفة مضحّية ساهرة على كل من يهمها ولا يهمها...
ومن هذا المقام اتقدم إلى كل الأمهات بهاته الكلمات طالباً منهن كل العفو والمغفرة والرضى... فأقول:
أمّاهُ .. عُـذراً
عُذراً أميمةُ إن جرحتُك جاهلاً *** عُذراً فبالأعذار إنّي مُداويا
قلباً يفيــضُ من الحنان تلطّفاً *** هلاَّ لعُذريَ أن يكون مُداويا؟
إني ظلمتك في الأحشاء مُعلقا *** ويوم وضعِك إذ أخذتُ مكانيا
وجمعتِ جُهدكِ والحشا متقطعا *** حتى أجيئَك صامتا أو باكيــا
وأفضتِ نبعاً من صفائك دافيا *** منه المحبة قد غدت لي غذائيَ
عُذراً فإنيَ غـــافلاً لا زلتـُــني *** مُتهــاوناً مُتغــافلاً مُتســاهيــا
عُذراً أتيتكِ من جهالتي تائباً *** عُذراً فإنيَ فــي المهالك هاويـا
واليوم أرجو إن عفوتِ سماحة *** منكِ تداوي ذي الجراح وما بيا
أُمّــاه عـــفواً إن طلبتُ بجُرأةٍ *** صفحاً، فعفوُكِ قد يُنير زمــانيا
وأكون بعدها قد ربحتُ تجارةً *** يَفنىَ عليها ما إن حييتُ شبابيا
أمّاه عُذراً إن جرحتُك جاهلاً *** عُـــذراً فبالأعذار إنّــي مُداويـا
قلباً يفيضُ مــن الحنان تلطّفــاً *** هلاَّ لعُذريَ أن يكون مُــداويــا
أسير القافية