يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} Images?q=tbn:ANd9GcS4imlJ2dub7a5W3dYZ_p82PLEio8q01DdbpyHAmeca93MAF8nfA71XUq7DEQ
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد




يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} Attachment
العين هي آلة الإبصار، ومن
خلالها نكتشف العالم حولنا. وبها تتم القراءة والعمل ومشاهدة الأفلام
والتلفاز، وممارسة الألعاب، إلخ... ويبلغ قطر مقلة العين البشرية حوالي 25
ملم فقط، ومع ذلك تستطيع العين رؤية الأجسام البعيدة جدًا، مثل النجم أو
الأجسام متناهية الصغر، مثل حبة الرمل. وفي إمكان العين تعديل بؤرتها
بسرعة بين النقطة البعيدة والقريبة. وتتجه العين صوب أي جسم بدقة حتى لو
كان الرأس في حالة حركة. والعين لا ترى الأجسام حقيقة، ولكنها ترى الضوء
المنعكس أو الصادر منها. ويمكن أن ترى العين في الضوء الساطع وفي الضوء
الخافت، لكنها لا ترى في الظلام التام. وتنفذ الأشعة الضوئية إلى العين من
خلال نسيج شفاف. وتحول العين الأشعة إلى إشارات كهربائية، ثم ترسل هذه
الإشارات إلى الدماغ الذي يفسرها على شكل صور مرئية
.

وقد
هيأها البارئ جل جلاله فقط لاستقبال الضوء المرئي من اللون الأحمر إلى
اللون البنفسجي (visible light) وهي الألوان التي نراها في قوس قزح رغم
الأنواع الكثيرة للضوء الكهرومغناطيسي والتي تتميز بطول الموجة أو التردد
.

يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} Images?q=tbn:ANd9GcS74bC9ZKYE4nJdVYU-YyV3M41GrMLh8rh1beMp1wGtnxWoWs6z
لهذا تغيب عنا كثير من الأشياء
الضوئية (النورانية) التي لا ندركها إلا من خلال الكشف المخبري عبر
الآلات، فمثلا لا ندرك الأشعة السينية، ونحن أمام التقني في المختبرات
الطبية، ولا نشعر بالأشعة التي تحمل الأخبار للهواتف النقالة، ولا تلك
التي تغزو عالمنا عبر الأقمار الصناعية، والتي لا ندركها إلا من خلال
استقبال جهاز "الريسفر" عبر شاشات التلفزة.

إنها العين التي صممت بهذه الدقة الرائعة، والتي ترى فقط الجزء اليسير والمسموح به من النور، والكثير الممنوع هو ما لا ندركه.

وقد جاء في تفسير مفاتيح الغيب، التفسير
الكبير للإمام الرازي (ت 606 هـ): أن الله تعالى يقوي شعاع أبصار الجن
ويزيد فيه، ولو زاد الله في قوة أبصارنا لرأيناهم كما يرى بعضنا بعضاً ...



وكذلك لما عرّف العلماء الملائكة بأنهم مخلوقات نورانية لا نراها وتدخل في أركان الإيمان، ونحن أيضا لا نرى الملكين: رقيب وعتيد اللذين يلازماننا، ولا الملائكة السيٌارين
الذين يلتمسون حِلَقَ الذِّكْرِ، ولا كثيرا ممن يحيط بنا، وكل يوم يدرك
الإنسان أنه قاصر القوى، ضعيف في بصره وسمعه وقوته... وكل هذا من الغيب
الذي نؤمن به ويستشعره المؤمن الذي وصفه الله بقوله في كثير من المواضع في
كتابه العزيز: { ... والذين يؤمنون بالغيب... }.

لذا قال الحق تبارك وتعالى مخبرا عن الموت وأهواله وحالة الاحتضار في سورة ق
{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } الآية 22.

يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} D8a8d8b5d8b1d983-d8add8afd98ad8af-copy%255B1%255D

وقد جاء في تفسير مفاتيح الغيب
أيضا قوله: "والخطاب عام، أما الكافر فمعلوم الدخول في هذا الحكم، وأما
المؤمن فإنه يزداد علماً، ويظهر له ما كان مخفياً عنه، ويرى علمه يقيناً،
رأى المعتبر يقيناً، فيكون بالنسبة إلى تلك الأحوال، وشدة الأهوال
كالغافل...


والغفلة شيء من الغطاء كاللبس وأكثر منه، لأن الشاك يلتبس الأمر عليه، والغافل يكون الأمر بالكلية محجوباً قلبه عنه وهو الغلف.

و قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ}

أي أزلنا عنك غفلتك
{فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ}وكان من قبل كليلا،

أي ضعيفا وإليهالإشارة بقوله تعالى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الناس في غفلة فإذا ماتوا انتبهوا" الحلية لأبي نعيم.

وفي هذا المقام قال السيد
الضرغام الأمير الهمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "لو كُشف الغطاء ما
ازددت يقينا" كما جاء في تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن للبقلي (ت
606 هـ).
وهذا غيض من فيض مما قاله المفسرون والعلماء جزاهم الله خيرا.


وتبقى العين المحبوسة في المسموح
حتى يمدد لها في اللامسموح لترى جزءا منه، وحالة الاحتضار وما بعده، عندما
يرى المرء مكانه في الجنة والنار، ويرى عمله على هيئة رجل، فإذا كان
محسناً في الدنيا مطيعاً لربه، مسارعاً في الخيرات، يأتيه رجل حسن الوجه،
حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد،
فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح."مسند
أحمد، ص389/4.


يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} Images?q=tbn:ANd9GcQ_dF8nja3E0mVkkZZmGu7lL5RcFIKoI23pmF3ZloAd92NpakLk
والنتيجة أن الله تعالى قد زودنا
بأجهزة إبصار تعمل في مجال محدد وقد اختار الله لعمل هذه الأجهزة أي
العيون مجالاً محدداً لأن الله تعالى يريد أن يجنبنا الإشعاعات الضارة
التي لا نراها، ولو كنا مثلاً نرى الأشعة تحت الحمراء لن نرى أي جسم رؤية
واضحة بل سنرى هالات حمراء تحيط بكل الأجسام، ولذلك فمن رحمة الله أنه حدد
لنا مجال الرؤيا بحيث نكون في أفضل الحالات، وهذه نعمة لن ندركها حتى
ينكشف عنا الغطاء الذي حجب الله به رؤية كثير من الإشعاعات، وهذا سيكون
يوم القيامة، والله تعالى أعلم.

يقول الله تعالى {لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد} 800i053ial
منقول